العلم يرفع صاحبه

الحمد لله رب العالمين .. وصلاة وسلاماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم ، اللهم لا فهم لنا إلا ما فهمتنا إنك أنت الجواد الكريم وبعد..
فلقد نص القرآن الكرم على فضل العلم والعلماء فقال تعالى (يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) فهذه الدرجات دليل على خيرية العلم وأهله وفضلهم عما سواهم ولو كان من أهل السبق والصلاح.
وفي هذا تحفيز للمؤمنين كي يتعلموا فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم ..) الحديث فدل على أن العلم صفة مكتسبة يستطيع الإنسان ان يكتسبها ببذل الجهد والوقت فكما قال الشاعر "تعلم فليس المرء يولد عالماً"..
وينبغي للعبد أن يحتسب تعلمه عند الله ويعلم أن طلبه للعلم واجب من واجبات دينه (طلب العلم فريضه) فيخلص العبد نيته ن شوائب الرياء وطلب الرياسة والعجب وغيرها من آفات القلوب حتى لا يكون من أهل قوله صلى الله عليه وسلم (أول من تسعر بهم النار يوم القيامة عالم..) الحديث.
وعلى العبد -أيضاً- أن يجتهد كل وسعه في تطبيق ما علم على نفسه أولاً وعلى من يقتدون به، ثم يحاول قدر استطاعته أن يصبغ المجتمع من حوله بهذه الصبغة التطبيقية فلقد قال صلى الله عليه وسلم (من عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم) فعلى كل منا أن يسعى في تطبيق ما تعلمه حتى لا يكون ممن خاطبتهم الآية (يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون- كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتعلمون).
وأخيراً على المتعلم أن يبلغ ما علمه ويعلمه لغيره حتى يعم النفع ولا يصرفه عن ذلك استصغار علمه أو تحقير نفسه فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية) فتبليغ العلم واجب على كل متعلم وقد علماؤنا يقولون (زكاة العلم بذله) حتى لا يقع العبد في محذور كتم العلم فيكون من أهل الحديث (من كتم علماً ألجمه الله يوم القيامة لجاماً من نار) .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.